الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أما الحديث الذي يشير إلى اعتبار القدرة والاستطاعة في الزواج فهو قوله صلى الله عليه وسلم: ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) والحديث مخرج في الصحيحين.
والباءة هي الزواج؛ فالمعنى: من استطاع منكم وقدر على أن يتزوج فليتزوج.. وهذا إرشاد بليغ من النبي صلى الله عليه وسلم في حث أمته على الزواج وعلى التبكير به عند التمكن منه، ويستوي في هذه الحاجة الرجال والنساء (الشباب وغيرهم)، إلا أنه خصص – صلوات الله وسلامه عليه – الشباب بالذكر تنبيهًا عظيمًا على أن الشباب هم أحوج وأكثر اضطرارًا إلى الزواج لما فيهم من القوة والرغبة الشديدة في هذه الأمور الفطرية التي ركَّبها الله تعالى في طبيعة البشر.
وأيضًا فالرجال هم المطالبون بالإنفاق الشرعي على الزوجات وهذا يشمل تحقيق معنى القدرة على الزواج، وذلك مرجعه إلى ثلاثة أمور:
1- القدرة على توفير المسكن المناسب.
2- القدرة على توفير النفقات التي تتعلق بالمأكل والمشرب.
3- القدرة على توفير الملبس اللائق بالزوجة.
فإذا تمكن الرجل من هذه الأمور فقد صار قادرًا على الزواج، ومتمكنًا منه، وهذه الأمور الثلاثة انتزعها العلماء من تفسير قوله تعالى لآدم عليه السلام: { إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى }، فنص الله تعالى على ثلاثة أمور: على المطعم والمشرب { لا تجوع ولا تظمأ }، وعلى الملبس { ولا تعرى } وعلى السكن { ولا تضحى }.. فمتى استطاع الشاب هذه الأمور لزوجته فهو قادر على الزواج من الجهة المالية، وهذا أمر مرده أيضًا إلى العرف والعادة عند الناس، فإن بعض المجتمعات يكفيها من هذه الأمور ما لا يكفي غيرها، فالمعتبر في ذلك أيضًا ما جرت به عادة الناس في التعامل مع بعضهم البعض.
إذا علم هذا فإن الفقر وقلة ذات اليد لا تمنع من الزواج، بل يجوز أن يتزوج الرجل ولو كان فقيرًا، ويجوز للمرأة أن ترضى بالفقير، بل قد وعد الله تعالى من حرص على العفاف بالزواج بالسعة والرزق؛ كما قال تعالى: { إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله }، وأخرج ابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ثلاثة حق الله عونهم ) وذكر منهم ( الناكح يريد العفاف )، وقال الصديق في هذه الآية: أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم به من الغنى، وقال عمر رضي الله عنه: عجبت لمن لم يلتمس الغنى في النكاح ثم تلا الآية.
وينبغي لكل ولي ولاَّه الله تعالى رعية هؤلاء البنات اللاتي هنَّ أمانة في العنق أن يحرص على تيسير زواجها وعدم تكليف الزوج بالمهر الباهظ وبالتكاليف المرهقة، فتيسير أمور النكاح من أعظم ما يعين على الستر والعفاف وإشاعة الفضيلة بين المسلمين.
ونسأل الله عز وجل التوفيق لجميع المسلمين وأن يعف شبابهم ونساءهم، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر عينك.
وبالله التوفيق.
-------------------------------------
انتهت إجابة المستشار الشرعي الشيخ / أحمد مجيد الهنداوي ويليها إجابة الدكتور / إبراهيم زهران أخصائي أمراض جلدية وتناسلية:
فمع بداية مرحلة البلوغ وارتفاع نسب هرمون الذكورة لدى الشاب يبدأ يشعر بتغيرات فسيولوجية من داخله وكذلك من الخارج ومن هذه التغيرات الميل الغريزي والطبيعي للجنس الآخر من حيث وجود الرغبة في التعرف على الجنس الآخر ورؤيته والارتباط به ولكن يحكم كل هذا الدين والتربية من حيث تهذيب هذه الرغبات.
ونأتي إلى سؤالك عن مقاييس القدرة الجنسية وهي:
1- وجود الرغبة الجنسية والميل الطبيعي للجنس الآخر وحدوث الإثارة عند مشاهدة شيء مثير والرغبة في الارتباط أو وجود علاقة بالطرف الآخر كما سبق الشرح.
2- حدوث البلوغ بشكل طبيعي ونركز هنا على حجم الخصيتين وأن يكونا في الحجم الطبيعي وظهور الشعر في العانة والإبط.
3- حدوث الانتصاب عند الاستيقاظ من النوم، وحدوث هذا يعني عدم وجود أي مشكلة عضوية، وأن الشخص سليم وقادر من ناحية الانتصاب، أما غيابه فلا يعني بالضرورة وجود مشكلة.
4- حدوث الانتصاب بشكل قوي أثناء النهار، أما عند التعرض لمنظر أو موقف مثير أو عند التفكير في الجنس.
5- حدوث الإنزال إما أثناء النوم أو بالاستمناء" وهو ما نرفضه وننصح بعدم ممارسته".
6- خلو الشخص من الأمراض المزمنة التي قد تسبب مشاكل صحية مثل السكر أو الضغط خاصة في السن الصغير حيث يجب التحكم في هذه الأمراض حتى لا تسبب الضعف الجنسي على المدى البعيد.
7- بالطبع ننصح بممارسة الرياضة من أجل الحفاظ على الصحة العامة وأيضا الصحة الجنسية من حيث الاهتمام بالتمارين العامة وخاصة التمارين الخاصة بالظهر مع التغذية السليمة المتكاملة.
وبالله التوفيق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق