ابحث في المــدونة

07‏/09‏/2011

الشــــذوذ الجنســـي وأسبابه

يشمل الشذوذ الجنسي مظاهر كثيرة، وقد انتشر في المجتمعات الغربية حيث وجد حماية دستورية واعترافاً في قوانين بعض البلاد. كما أنشأ المصابون به اتحادات دولية، يجتمعون فيها، ويقيمون المؤتمرات التي يقدمون فيها بحوثاً عن مشكلاتهم الخاصة (!! ) ويمثل هذا المرض ظاهرة من ظواهر تفسّخ الحضارة الغربية، وأفول شمسها وإفلاسها.





وقد بدأت بعض مظاهره تنتشر أيضاً في المجتمعات الإسلامية في صورتها العلنية، ويمكن إرجاع أسبابه إلى:

1- غياب التربية القائمة على الفهم الصحيح المرن للإسلام، والبعيد عن مظاهر الكبت، والقهر، والاضطهاد، والإحباط، وتحريم كل أنواع العلاقات الإنسانية - مما لم يحرمها الدين - بين الرجال والنساء بصرف النظر عن نوعها، ودرجتها، وطريقتها، مما يربي في الجنسين حساسية العلاقة بالجنس الآخر، واستبشاع أيّ شيء له علاقة به.

2- نوعية الرفاق الذين يمثلون الأصدقاء والصديقات، وبخاصة إذا تباينت الأعمار، واختلفت البيئات والثقافات، وعاش الجميع في فراغٍ روحي، واجتماعي.

3- عدم توجيه الأولاد والبنات إلى وظيفة الجنس في الحياة، والأساليب المشروعة لتلبية الغريزة الجنسية، والحكمة في تحريم العلاقات الجنسية بغير الطرق المشروعة، وحكم الشرع في عمليات الشذوذ، وتعارضها مع الحياة الطبيعية للإنسان.




4- عدم الاهتمام بتلبية حاجات الجنسين ومطالبهم، وحرمانهم من أن يشبعوا ما في نفوسهم من حاجة إلى شراء ما يحتاجونه ممّا يناسبهم، وأن يكون لهم كيان اقتصادي يحسّون به، لأن هذا الحرمان كثيراً ما يؤدي إلى الانحراف، إمّا لإحساسهم بأن هذا هو المجال الذي يتصرفون فيه بحرية، أو لحاجتهم إلى المال مما يحتّم على الآباء والمربين أن يُعلِموا أبناءهم بإمكانية تلبية رغباتهم المادية بتوسّطِ واعتدال.

5- عدم مراقبة الآباء لأبنائهم في تصرفاتهم وسلوكهم، إضافة إلى الإهمال وعدم المبالاة، والتطرف في إطلاق الحرية لهم، أو التعنت في كبتهم ومنعهم من كل شيء، فلو كان الآباء يوازنون بين الإفراط والتفريط في الحريات، ويصحبونهم في بعض مناشطهم ، ويحسنون توجيههم في اختيار أصدقائهم، ويجعلون منهم أصدقاء مسؤولين ومحترمين، ولرأيهم مكانة وتقديراً؛ لو حصل ذلك كله لما كان للانحراف سبيل إليهم.

6- عدم تبيان ما يترتب على الفاحشة في الدنيا من أمراض جسمية، ونفسية، وصحية، وردود أفعال على ممارسة الحياة الطبيعية؛ إلى جانب ما في الحياة الأخرى من عقاب عند الله، وغضب منه، ثم الحكم الشرعي المترتب على ممارسة الشذوذ الجنسي، ومدى استبشاع الشرع والمجتمع له.



عــلاج ظاهــرة الشـــذوذ

على مستوى الأفراد:

1- الإكثار من العبادة، وربط مناشط الحياة بالله عزّ وجل ورضاه، والتعود على الصوم، ومجاهدة النفس والسيطرة عليها.

2- إحسان اختيار الأصدقاء ممن يتصفون بصفات الخير في القول والفعل والوجهة، وممن يعينون على طاعة الله وعمل الخير.

3- الاهتمام بالهوايات النافعة، وتنميتها، وربطها بما يملأ الفراغ ويفيد الأمة.

أما على مستوى التوجيه من المجتمع فإن الشباب مسؤولية، وعلى المجتمع أن يهيئ لهم ما يجعلهم قادرين على أن يعيشوا حياتهم وزمانهم بالصورة التي لا يجدون معها فراغاً يؤدي إلى الانحراف،





ويمكن للمجتمع أن يعالج هذه الظاهرة ببعض ما يلي:

1- تنمية مهارات الشباب، وتوجيه طاقاتهم إلى ما ينمي فيهم روح المسؤولية والجدّية، ومواجهة صعوبات الحياة، ومنها: غرائزهم وأهواؤهم وميولهم، وربط أهدافهم في الحياة بأهداف مجتمعهم حتى تكون ثقتهم في أنفسهم كاملة، وقدرتهم على تحمل المسؤولية عالية، لا يعرفون الخوف والخجل، والقلق والتعالي والتكبر؛ وكلها خروج على المألوف.

2- توجيه الفنون الجميلة التي يتعلق بها الشباب نحو الالتزام الخلقي بالحياة، وجعلها وسائل للدفاع عن الحق والعدل والخير، وتلطيف مشكلات الحياة على الناس، وأن يكون الفن أداة للرقي العقلي والثقافي والأخلاقي والروحي لا أن يكون عكس ذلك.

3- تقوية الإيمان في نفوس الشباب بالوسائل المختلفة، وما يترتب على الإيمان بالله من مسؤوليات والتزامات أخلاقية ودينية واجتماعية وإنسانية، فالإيمان الحق هو الذي لا يترك للشاب فراغاً أو اهتماماً بغير ما هو جادّ مفيد في الحياة.

4- سدّ المنافذ والأبواب المؤدية إلى تلك الممارسات من المثيرات المتعددة للغرائز، والداعية إلى سعار الجنس وجحيمه.

5- تشجيع الزواج المبكر بين الشباب وتسهيل الأمر لهم بتبني الدول لحلّ هذه المشكلة خاصة بين الشباب الجامعي.

6- إحسان التوجيه الرياضي للشباب، لتصريف طاقاتهم في المناشط النافعة والأعمال الإنسانية، والرحلات العلمية الموجهة، والمخيمات التربوية والعسكرية الطابع والعمل.

7- توعية الشباب بالمتغيرات النفسية والجسمية والعاطفية الملازمة لمرحلة البلوغ وما بعدها حتى يمكنهم سهولة التكيّف مع واقعهم الجديد، ومعرفة وظائفهم الحياتية التي سيقبلون عليها، وليكونوا الاتجاهات السليمة الطبيعية نحو مسائل الجنس والزواج وغيرهما.

8- إيجاد البيئة الصالحة، والمحضن الطيب سواء في البيت أو المدرسة أو المجتمع حتى تنمو شخصياتهم السوية، وميولهم السليمة في إيجابيةٍ وحبٍّ وبناءٍ وتعميرٍ للحياة.


ليست هناك تعليقات: